رحلة إلى المغرب ولقاء بايدن على أجندة رئيس وزراء إسبانيا في 2021.. هل تكون الصحراء ضمن أولوياته؟
كشفت الأجندة السنوية لأنشطة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خارج بلاده، الخاصة بعام 2021، أنه يضع رحلته إلى المغرب من أجل عقد القمة الثنائية رفيعة المستوى بين حكومتي مدريد والرباط على قائمة اهتماماته، لكنه قد يلتقي قبل ذلك بالرئيس الأمريكي الجديد جوزيف بايدن في قمة لحلف شمال الأطلسي، ما يطرح إمكانية وضعه لتطورات قضية الصحراء المغربية ضمن أولوياته.
وحسب الأجندة السنوية للتنقلات الدولية لرئيس حكومة إسبانيا، التي كشفت عن تفاصيلها وكالة الأنباء الرسمية "إيفي"، أمس الجمعة، فإن سانشيز يخطط هذا العام لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا والبرتغال واسكتلندا وسنغافورة واليابان، لكنه يضع على رأس القامة رحلته إلى المغرب رفقة وفد حكومي من أجل عقد الدورة الـ12 للقمة رفيعة المستوى المغربية الإسبانية بعد ما يقارب 6 سنوات من انقطاعها.
وكانت القمة التي ستحتضنها الرباط مبرمجة في الأصل يوم 17 دجنبر 2020 لكن جرى الاتفاق بين حكومتي البلدين على تأجيلها، وهو القرار الذي بررته مدريد بالظروف الصحية الناجمة عن جائحة كورونا، لكن المثير في الأمر هو أن الإعلان عن التأجيل جاء في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع إعلان رئاسي يعترف فيه بالسيادة المغربية على الصحراء، وحينها كان سانشيز قد حسم في هوية الوزراء الذين سيرافقونه إلى المغرب.
وحسب الأجندة فإن سانشيز قد يلتقي لأول مرة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي سيؤدي اليمين الدستورية يوم 20 يناير الجاري، في العاصمة البلجيكية بروكسيل على هامش اجتماع لقادة حلف "الناتو" المقرر في بداية السنة، حيث وجه الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، بالفعل الدعوة لساكن البيت الأبيض الجديد للحضور في إطار تقليد دأب عليه "الناتو" ويتمثل في لقاء قادة دوله بالرئيس الأمريكي الجديد مباشرة بعد توليه مهامه، غير أن هذا الاجتماع لم بتم بعد تحديد تاريخه النهائي.
ويحتمل أن يسبق لقاء بايدن بسانشيز سفر هذا الأخير إلى المغرب، ما يطرح إمكانية التطرق إلى مضوع اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، استنادا إلى تأكيدات وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، قبل أيام، بأن حكومة بلادها بدأت بالفعل نقاشا مع الإدارة الأمريكية المستقبلية للتراجع عن هذه الخطوة، على اعتبار أن قضية الصحراء "لا تقبل الحلول الأحادية".
وكانت تصريحات رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني التي وصف فيها سبتة ومليلية بـ"المدينتين المحتلتين" وقال فيها إن الرباط تعتبرهما "جزءا من التراب المغربي مثلهما مثل الصحراء"، قد تلت تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، ما فُسر حينها على أنه مؤشر جديد على حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين خاصة بعد استدعاء السفيرة المغربية من طرف كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالشؤون الخارجية، الأمر الذي دفع وزير داخلية مدريد، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى التأكيد على أن العلاقات بين البلدين "متميزة".
وفي مقابل ذلك تتعامل الرباط مع الزيارة المتوقعة لسانشيز وأفراد حكومته بكثير من البرود، إذ لم تؤكد بعد بشكل رسمي استعادها لاستقبالهم في فبراير رغم إعلان مدريد للأمر، في حين لم يعلن قصر "لامونكلوا" إلى حدود اليوم تلقي رئيس الوزراء أي رد إيجابي بخصوص طلبه لقاء الملك محمد السادس خلال زيارته للرباط.